إن أعظم المهلكات لابن آدم شهوة البطن فبها أخرج آدم ﵇ وحواء من دار القرار إلى دار الذل والافتقار إذ نهيا عن الشجرة فغلبتهما شهواتهما حتى أكلا منها فبدت لهما سوآتهما والبطن على التحقيق ينبوع الشهوات ومنبت الأدواء والآفات إذ يتبعها شهوة الفرج وشدة الشبق إلى المنكوحات ثم تتبع شهوة الطعام والنكاح شدة الرغبة في الجاه والمال اللذين هما وسيلة إلى التوسع في المنكوحات والمطعومات ثم يتبع استكثار المال والجاه أنواع الرعونات وضروب المنافسات والمحاسدات ثم يتولد بينهما آفة الرياء وغائلة التفاخر والتكاثر والكبرياء ثم يتداعى ذلك إلى الحقد والحسد والعداوة والبغضاء ثم يفضي ذلك بصاحبه إلى اقتحام البغي والمنكر والفحشاء وكل ذلك ثمرة إهمال المعدة وما يتولد منها من بطر الشبع والامتلاء ولو ذلل العبد نفسه بالجوع وضيق به مجاري الشيطان لأذعنت لطاعة الله ﷿ ولم تسلك سبيل البطر والطغيان ولم ينجر به ذلك إلى الانهماك في الدنيا وإيثار العاجلة على العقبى ولم يتكالب كل هذا التكالب على الدنيا وإذا عظمت آفة شهوة البطن إلى هذا الحد وجب شرح غوائلها وآفاتها تحذيرًا منها ووجب إيضاح طريق المجاهدة لها والتنبيه على فضلها ترغيبًا فيها.
ما ملأَ آدميٌّ وعاءً شرًّا من بطنٍ حسْبُ الآدميِّ لقيماتٌ يُقِمنَ صلبَهُ فإن غلبتِ الآدميَّ نفسُهُ فثُلُثٌ للطَّعامِ وثلثٌ للشَّرابِ وثلثٌ للنَّفَسِ
الأصحاب، الأهل، الأقارب ،مكان العمل، مكان العيش والحالة المدية منها ما يعينك ومنها يمنعك غير في البيئة ما يعينك على تحقيق مرادك.
اعلم أنّك ستمنع عن نفسك ما يُخضعها لك فترقب خواطر وأفكار كثيرة تشكك بجدوى هذا الأمر و إمكانية تحقيقه في زمان ومكان انتشر فيه ما لذّ وطاب. فاستعن بالله ولا تعجز، تدرج بالأمر ولا تقم بذلك دفعة واحدة حتى تعتاد نفسك وتلين لك و أبقي في ذهنك مغانم كسر هذه الشهوة كلما خطر لك صعوبة هذا الامر أو تأجيله لوقت آخر، فإنّ كسر هذه الشهوة هو بداية لكسر باقي الشّهوات تباعًا كأحجار الدومينو.
وإن استعصى عليك الأمر، فلعلّك ظننتَ بأنّك ستنجح بمُجرّد إرادتك، من دون الاستعانة بالله والالتجاء إليه. فتأمّل أمرك مليًّا، وحاوِل مرارًا وتكرارًا.
ومصادرها الرئيسي منصات التواصل الاجتماعي والفيديوهات القصيرة التي تثير الشهية وترفع الهمة لإشباع الشهوة.
كُلّ على مهلك واستمتع بما أحل الله لك فالأكل السريع يأخر الشعور بالشبع فيكثر المرء من الأكل ظنن منه أنه لم يكتفي بعد فتمهل ولا تتعجل الاكل.
تجنّب تنويع الأطعمة وكثرة الأصناف، فكثرة الأنواع تُضعِف لذّة الاستمتاع بالطعام الواحد، وتُرهِق معدتك، وتُثقِل همّتك.
وإن كنت ممّن يعيشون في بلدان ينتشر فيها الاستهلاك المفرط كدول الخليج والغرب، فمن المرجّح أنّك تتسوّق من المتاجر الضّخمة. لذا ننصح بالبحث عن بدائل أخرى؛ إذ إنّ كثيرًا من منتجات تلك المتاجر مُحضّرة بطريقة تزيد من استهلاكك لها، وذلك من خلال زيادة نسب السّكّر فيها. ولن أتطرّق هنا للأضرار الأخرى حتّى لا أخرج عن سياق الموضوع.